غزة- معا- وجه د. نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح انتقادا لاذعا للموقف الامريكي أزاء المصالحة بين حركتي فتح وحماس، فيما توقع أن ترى الحكومة الجديدة النور في غضون عشرة أيام.
واتهم شعث الرئيس الامريكي باراك أوباما بمحاولة تجريد الفلسطينيين من أدواتهم اللاعنفية في النضال من أجل استرجاع حقوقهم، متسائلا في الوقت ذاته، إذا لم ترض الولايات المتحدة بالوحدة الفلسطينية والذهاب للامم المتحدة فماذا سينتظر الفلسطينيون؟.
وأكد شعث تصميم حركة فتح على المصالحة مع حماس والوحدة الوطنية، رافضا المساومة على وحدة الوطن من اجل ضغط أو بعض الامتيازات المالية.
وبشأن حكومة التوافق أكد شعث أنها سترى النور خلال العشرة أيام القادمة وانها ستباشر في إعادة اعمار غزة فور تشكيلها وأن الرئيس محمود عباس سيزور غزة بعد ان تتمكن الأطراف من تشكيل الحكومة، قائلا "لا أتوقع ان يزور الرئيس غزة قبل الإعلان عن الحكومة الجديدة".
وبدد شعث المخاوف من تكرار تجربة الحكومة العاشرة أو عزل الحكومة "لأن الحكومة المنوي تشكليها ليست من حماس أو فتح ولن يوجد فيها لا إسماعيل هنية ولا عزام الأحمد وأنها ستشكل من شخصيات وطنية مستقلة مقبولة من كافة الأطراف".
نص المقابلة التي أجراها مراسل "معا" في غزة احمد عودة مع د. نبيل شعث:
س: يحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو وضع القيادة الفلسطينية امام خيارين أما المصالحة الفلسطينية أو السلام مع إسرائيل فما هي خياراتكم؟
* إذا كان نتنياهو يخيرنا فبالتأكيد سنختار الوحدة مع حماس، فلا أحد يساوم على وحدة وطنه من أجل ضغط أو قليل من الاموال، واذا كان الحال غير ذلك فغدا سنساوم على القدس واللاجئين، وانا اقول لا امكانية لتحرير فلسطين بدون وحدة وطنية.
س: ما مستقبل المفاوضات مع إسرائيل في ظل المصالحة؟
لا توجد مفاوضات ونتنياهو لا يريد ا يعطي الفلسطينيين حقوقهم فهو يريد أن يحتفظ لنفسه بالقدس والحدود ونهر الأردن وينوي إقامة دولة يهودية مع استمرار الاستيطان ويرفض عودة اللاجئين، "أي فرصة هذه التي يفاوضنا عليها؟".
س- ماذا عن خطاب اوباما والتراجع الأمريكي والضغط لإفشال التوجه الفلسطيني للجمعية العامة للأمم المتحدة في ايلول سبتمبر؟
نحن ذاهبون مائة بالمائة للأمم المتحدة ولا خيار غير ذلك لان ما يفعله اوباما محاولة تجريدنا من أدوات النضال ونحن قررنا أننا لا نريد الدخول في مواجهة عسكرية يسمونها إرهاب لقد قررنا الكفاح السياسي الذي يشكل جزء مهم منه العمل على الحراك الدولي والذهاب للأمم المتحدة للحصول على اعترافات بالدولة الفلسطينية المستقلة، والجزء الثاني بناء الوحدة الوطنية الفلسطينية وتقوية الجبهة الداخلية واوباما يريد تجريدنا خياراتنا مقابل شيء هلامي لم يقبله نتياهو حتى.
ورجع أوباما وفسر أقواله بانه يريد دولة فلسطينية على حدود 67 وبعد ذلك قال إنه لم يقصد أن تنطلق من حدود 67 لكن إسرائيل ستأخذ منها كل ما من شأنه استيعاب المستوطنات وتعزيز "الأمن" الإسرائيلي.
ومع ذلك بقيت المسألة لها أثمان عالية لا نستطيع أن ندفعها وعلى رأسها التخلي عن اللاجئين وتأجيل القدس، لا نستطيع أن نقبل بتجريدنا أدواتنا اللاعنفية في النضال من أجل حقوقنا وهو يعرض ما يعرضه.
س: فلسطينيا هل هناك من مخاوف من تكرار تجربة الحكومة العاشرة والحصار المالي؟ وهل هذا هو سبب تأخير تشكيل الحكومة؟
* هذه ليست حكومة حماس وفتح هذه حكومة من المستقلين وبالتالي لا يوجد فيها لا إسماعيل هنية ولا عزام الأحمد لا شخصيات فتحاوية ولا حمساوية كلها من الشخصيات المستقلة والوطنية المقبولة من كافة الأطراف وأعطينا لتشكيل الحكومة شهر والمتبقي 10 أيام لترى النور.
س: بعد الاتفاق هل زيارتك تحمل ترتيبات لزيارة "ابو مازن" لغزة؟.
بالتأكيد ولكني لا اعتقد ان الرئيس سيزور غزة قبل تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة.
س: ملفات المصالحة هل ستنفذ بالتوالي أم بالتوازي؟.
* بالتتالي وليس بالتوازي نريد أن ننجز الحكومة أولا ومن ثم نشكل لجنة منظمة التحرير وبعد ذلك تفعيل المجلس التشريعي والبدء بتوحيد المؤسسات وحل المشكلات المترتبة عن الانقسام.
وهناك أشياء ستحل بالتوازي مثل الاعتقال السياسي وجوازات السفر والجمعيات الخيرية.
س: هل التتالي في حل الملفات سيحتاج إلى سنوات؟
* لدينا جدول زمني بالأسابيع وليس بالأشهر الحكومة على سبيل المثال 4 أسابيع بعد ذلك بأسبوع تشكيل لجنة المجلس الوطني الفلسطيني بعد ذلك باسبوعين التشريعي.
س: وما بشأن موضوع اعمار غزة؟
سيتم البدء في اعمار غزة بالتوازي لمجرد تشكيل الحكومة سنبدأ في خطة اعمار القطاع.