طوباس- معا- اختار أبناء أسرى مدينة طوباس إحياء ذكرى يوم الأسير على طريقتهم، فكتبوا لآبائهم الذين اختطفتهم جدران الزنازين رسائل شوق وأمل وألم. ونسج أطفال وزهرات وفتيات عند الساعة العاشرة والدقيقة الرابعة والثلاثين، وهي إشارة لعدد السنوات التي قضاها نائل البرغوثي أقدم أسير فلسطيني، نصوصاً لأحبتهم على مدى 34 دقيقة أيضاً.
فخطت ساجدة جهاد ، 12 عاماً، لوالدها سطورًا تحثه فيه على الحلم، وتؤكد له أنها تنتظر انعتاقه بعد تسع سنوات. فيما تمنت آيات مصطفى، 17 عاماً، لو أن والدها يشاركها نجاحها، ويقدم لها الدعم للإبداع في دروسها. وحلمت بأن يتخلص من سجن الجلبوع إلى الأبد، بما فيه من ذكريات قاسية ومرة.
فيما انتقى أحمد يحيى دراغمة رسالة لوالده المحكوم 22 عاماً، بدأت بأحجية تسأل الأب " شو هو الأشي اللي لونه من بره أخضر ومن جوه أحمر وممنوع نوكله." وتعهد أحمد لوالده أن يحترم أخوته ويتفوق في دراسته، رغم غيابه عنه في سجن شطة.
ونثرت شهادة جهاد لوالدها في سجن شطة أخبارا عن تحصيلها الدراسي الممتاز، ونجاحها رغم صغر سنها في حفظ جزء من المصحف الشريف. غير أن شهادة، 9 سنوات، اختتمت رسالتها بالقول: "أحس بشيء غريب، أريد أن أكتبه لك، ولا استطيع".
وخصص أسير جهاد صوافطة نصه، ابن الربيع السابع، أن يسأل والده عن صحته، وتمنى أن يحتفل معهم بالعيد القادم، رغم أن السجن يختطف عقدين من عمره.
فيما سجل أحمد عاطف دراغمة، 11 سنة، سطوراً مؤلمة قال فيها: "أشتق تلك يا أبي، طال انتظاري، أشم رائحة ملابسك كل يوم، عساك أن ترجع لنا من سجنك الصحراوي، أقول لك أنني أحلم بك كل ليلة".
وعبّرت الطفلة ساجدة صوافطة عن تقديرها لوالدها، وتمنت له أن يضحك رغم سجنه، وأخبرته بأنها تدعو له كل يوم أن يذوق الحرية. فيما قالت شقيقتها جود، 8 سنوات: "أحبك يا أبي، أين أنت يا حبيبي؟".
وكتب حازم مصطفى مسلماني، 17 عاماً، رسالة لوالده في سجن شطة، حيث يمضي حكماً بالسجن 225 سنة:" صحيح أنك مسجون أربعة إضعاف عمرك، لكنني متأكد أن اللقاء قريب بحول الله، رغم السجن المغلق وحراسه وأبوابه وقهره.
وقال مدير نادي الأسير في محافظة طوباس محمود عيسى إن هذه الرسائل تدعونا إلى تغير تعاملنا مع أسرى الحرية، فهم ليسوا بأرقام، ويجب أن تتوقف معاناتهم، وأن لا ننتظر عودتهم لنا جثامين، بفعل الإهمال الطبي والقهر النفسي، ومن حقنا أن نرتقب عودتهم أحياء.
وأوضح ممثل وزارة الإعلام عبد الباسط خلف أن الرسائل مساحة إبداعية تعكس واقع القهر الذي يعيشه أهالي الأسرى وأطفالهم. وأكد أن الوزارة ستعكف على جمع المزيد من النصوص التي تبوح بأحلام مشروعة، وتوثق للقيد الذي سينكسر.
فيما وصف مدير وزارة الثقافة في طوباس عبد السلام العابد الرسائل وما حملته بالوجداني الذي يستطيع انتزاع الدمعة من القارئ، كما أنها تستطيع أن تؤرخ لأدب الحركة الأسيرة باحتراف عالٍ.
الطباعة