صرخة لاجئ

موضوع: صرخة لاجئ الجمعة أكتوبر 28, 2011 2:51 pm

صرخة لاجئ
للشاعر الفلسطيني : هارون هاشم رشيد
أنا لي غدٌ وغداً سأزحف ثائراً متمردا

أنا لن أخاف من العواصف وهي تجتاح المدى

ومن الأعاصير التي ترمي دماراً أسودا

ومن القنابل .. والمدافع والخناجر … والمُدى

أنا صاحب الحق الكبير وصانعٌ منه الغدا

أنا ثورةٌ كبرى تزمجر بالعواصف والردى

أنا لاجئ وطني استبيح وداسه غدر العدى

أنا نازح داري هناك وكرمتي .. "المنتدى"

وطفولتي درجت على أرض البطولة والندى

وصباي كم نهل المنى فوق الروابي واغتدى

وشبابي المشبوب كم جمل الكفاح وكم شدا

وبطولتي نبتت هناك وأينعت تحت الندى

بين الصخور الداميات مع النسور مع الهدى

صرخات شعبي لن تضيع ولن تموت مع الصدى

ستظل لسعاً كالسياط على ظهور من اعتدى

ستظل في أجفانهم أبداً لهيباً مرعدا

وطني هناك ولن أظل بغيره متشردا

سأعيده .. وأعيده وطناً عزيزاً سيدا

سأزلزل الدنيا غدا .. وأسير جيشاً أوحدا

لي موعد في موطني .. هيهات أنسى الموعدا

هذه القصيدة قالها الشاعر الفلسطيني الكبير شاعر فلسطين المولود بقطاع غزة سنة 1927م وقد عايش الثورات الفلسطينية المتتابعة وعايش النكبة والنكسة التي اضطرته إلى مغادرة قطاع غزة إلى مصر خوفا من كيد بني صهيون.
هذه القصيدة اقتطف منها العقيد معمر القذافي في خطابه بباب العزيزية أمام الجماهير الليبية التي جاءت مؤيدة له وللشعب الليبي ورافضة التدخل الأجنبي في ليبيا، لأن الجميع يعرف أن الاستعمار الغربي لم يأت للعالم العربي لنشر الديمقراطية وحقوق الإنسان، ولو كان كذلك لكان الموقف الأوروبي والأمريكي الذين لا يعرفون أدنى حقوق للإنسان المسلم والعربي إلا إذا كان يسير في فلكهم، ويعمل لمصلحتهم، ونتساءل هنا أين أمريكا وأوروبا من حقوق الإنسان الفلسطيني للعيش بكرامة، وأينهم من فرض حقوق الإنسان على الكيان الصهيوني ، وأينهم من حقوق الإنسان في فلسطين والضفة من ممارسات المستوطنين بأعمالهم الإجرامية في حق الفلسطيني على أرضه، أين هم من استعمال بنادقهم لقتل الأطفال والشيوخ والنساء، وقتل الحياة في البساتين بحرق آلاف الأشجار والمساجد، واستعمال الخنازير والكلاب لطرد الفلسطيني المزروع في أرضه كشجرة الزيتون.
ويبدو لي أن القذافي استقرأ التاريخ الفلسطيني وما آل إليه حال الفلسطيني في أرضه فرأى أن ليبيا ستصبح مستوطنة للاستعمار الغربي الجديد بوجهه الاقتصادي لخيرات ليبيا، ورأى أن الليبين سيعيشون نفس الحياة التي عاشها الفلسطيني سواء كان في الداخل من عرب 48، أو كان في غزة أو الضفة أو كان في الشتات مغتربا ليستطيع أن يقاوع الحياة ليعيش بكرامة، فالشعراء كثيرون وقصائدهم أكبر وأكثر بكثير في مجالات عدة من المقاومة والفداء، ولا ننسى الشاعر الكبير علي الكيلاني الذي سطر بقصائده الغنائية أفضل العطاء الشعري ليبث في نفوس المسلمين الحماسة لمقاومة المستعمر في فلسطين ولبنان والعراق، وقد صدحت بهذه القصائد كل من المغنيات : جوليا بطرس وأمل عرفه وسوسن الحماسي في القصائد: يُمِّي، ، يا حمام القدس وغيرها من القصائد الغنائية.
لكن القذافي اقتبس منها الأبيات الثاني والثالث والرابع والخامس، واضاف إليها مقتبسا من البيت الثامن ( أنا نازح داري هناك وكرمتي .. "المنتدى") أنا صامد بيتي هنا في خيمتي والمنتدىصامد بدل نازح، خيمتي بدل كرمتي، وأبقى البيت كما هو، ثم أضاف إليها أنا هنا مكررة عدة مرات أن ليبيا لليبين وليس لغيرهم ممن يدعون الديمقراطية وحقوق الإنسان، ولو نظرنا إلى ما حدث في ليبيا من هجمات طيران الناتو ومن وقف إلى جانبه لرأينا أن الخسارة تعود على الليبي، ولا يجني ثمارها إلا الغربي بشركاته التي ستغزو ليبيا اقتصاديا للإعمار، والمستقبل خير شاهد ودليل على ما جرى في العراق الحبيب، لنفكر لماذا لم يتدخل حلف الناتو ضد سوريا؟ لنها حامي حمى إسرائيل وفلسطينيو لبنان وسوريا يعلمون ذلك علم اليقين، ولماذا لم تتدخل في مصر؟ لأن لها ايد وعملاء يقومون بما هو مطلوب، وهناك الكثير.
وإذا عدنا إلى القصيدة فإلى الشاعر هارون رشيد حق الإبداع، وإن غير القذافي فيها وليس له الحق في ذلك إذا ادّعى أنه نظمها لكن من يجهلون الشعر والقصيد يرون أنها له. واستعمالها فخر لفلسطين وشعرائها وأهلها لأنه يقتدي بهم.